خسارة جغرافية صامتة: كيف فقدت كربلاء ثلثي مساحتها خلال أقل من قرن ؟

شهدت محافظة كربلاء المقدسة واحدة من أكبر التحولات الجغرافية والإدارية في تاريخها الحديث، لتفقد خلال أقل من قرن أكثر من ثلثي مساحتها الأصلية، وسط تغييرات سياسية وإدارية أثرت على خارطتها وحدودها بشكل جذري.
ووفقاً لدراسة نشرها مركز كربلاء للدراسات والبحوث، فقد كانت مساحة “لواء كربلاء” عند تأسيسه في العهد الملكي نحو 21,200 كيلومتر مربع، ممتداً جنوباً حتى حدود المملكة العربية السعودية، ما منحها أهمية استراتيجية كبيرة في الخارطة الجغرافية للعراق.
واوضحت الدراسة ” منذ عام 1936، بدأت عمليات الاستقطاع، حيث ضُم الجزء الغربي من البادية الجنوبية إلى تشكيلات إدارية جديدة، مما قلّص مساحة كربلاء إلى نحو 6,605 كيلومترات مربعة.
واشارت الى ان ” في إحصاء عام 1957، استقرت المساحة عند 6,060 كيلومتراً مربعاً فقط، بعدما أُلحقت الأراضي المقتطعة بلوائيّ الدليم (الأنبار حالياً) والموصل (نينوى حالياً).
ويؤكد المركز أن هذه التغييرات لم تكن مجرد قرارات فنية، بل عكست تداخلاً كبيراً بين الجغرافيا والسياسة خلال مرحلة بناء الدولة العراقية الحديثة، حيث شكلت كربلاء في تلك الفترة محوراً لصراع النفوذ الإداري ورسم الحدود الداخلية.
ويثير هذا التحول تساؤلات بين أبناء المحافظة حول ما إذا كانت هناك إمكانية لإعادة النظر في التقسيمات الجغرافية، أو استعادة جزء من الأهمية الاستراتيجية التي فقدتها كربلاء خلال العقود الماضية
ابراهيم العويني

إغلاق