إيران تغير المعادلة .. من بعبع الشرق الأوسط إلى جرذ في الأنفاق!
في مشهد إقليمي يزداد اشتعالًا وتحوّلًا، استطاعت الجمهورية الإسلامية الإيرانية أن تغير قواعد اللعبة وتعيد رسم معادلات الردع في المنطقة، واضعة الكيان الصهيوني أمام واقع جديد لم يألفه منذ تأسيسه.
لقد أظهرت طهران في الأشهر الأخيرة قدرة غير مسبوقة على المبادرة والمناورة، ليس فقط عبر التصريحات النارية أو الحروب النفسية، بل من خلال خطوات عملية مدروسة، أربكت حسابات تل أبيب، وضربت عمق الأمن الإسرائيلي، سواء على مستوى الجبهة الداخلية أو في عمق دوائر القرار السياسي والعسكري.
لسنوات طويلة، كان الكيان الصهيوني يقدم نفسه كقوة لا تُقهر، يمتلك زمام المبادرة في كل نزاع، ويضرب متى يشاء وأينما يشاء، دون خشية من رد فعل مؤلم. لكن مع التصعيد الإيراني المدروس، بدأت صورة “إسرائيل” تتلاشى من كونها “البعبع الإقليمي” إلى كيان مرتبك، متخبط، عاجز عن الردع.
مشاهد الهلع التي انتشرت عبر الإعلام العبري خلال الفترة الأخيرة، وعمليات الإخلاء المستعجلة للمستعمرات الحدودية، وحالة الطوارئ الدائمة في الجبهة الداخلية، كلها دلائل واضحة على أن الكيان يعيش أسوأ أيامه منذ عقود.
لم تكتفِ إيران بالتصريحات، بل نفذت عبر الهجوم بالصواريخ والمسيرات على عمق الكيان ، رغم كل محاولات الرقابة الإسرائيلية التخفيف من آثاره إعلامياً ، شكل نقطة تحوّل فارقة. لقد سقطت صورة “القبضة الحديدية”، وبات العدو يحصي خسائره بصمت، محاولًا امتصاص الصدمة.
انه سقوط الهيبة وانكشاف الزيف وصعود الحقيقة التي طالما حاولوا إخفاءها: أن هذا الكيان لا يصمد أمام إرادة الشعوب، ولا أمام قوة محور المقاومة الذي تقوده إيران بكل ثبات وشجاعة وشرف حيث ان الأكثر إيلاما لتل أبيب، لم يكن فقط حجم الأضرار المادية أو حجم الإخفاقات العسكرية، بل الانكشاف المعنوي والإعلامي أمام العالم. لم تعد “إسرائيل” قادرة على تصدير صورة الدولة القوية التي تمسك بزمام المبادرة. بل تحولت في أعين الكثيرين إلى كيان يبحث عن مخرج من أزمته، يتوسل الوسطاء ويهرب إلى التهدئة.
اليوم، لم يعد الحديث عن “تفوق عسكري إسرائيلي”، بل عن “أزمة ردع”، وعن “كيان يختبئ في الأنفاق”، ويعيد حساباته خوفًا من المجهول القادم من طهران.
في النهاية الطاولة انقلبت والمعادلة تغيّرت والكيان الصهيوني اليوم ليس كما كان بالأمس .
تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «وكالة كربلاء 24»