كاتب العرائض / العرضه حالچي

حسين أحمد الخضيّر

على مقربة من مجمعات المحاكم ، يتجمع العديد من كتاب العرائض لتنظيم معاملات المراجعين للمحكمة ، منها ( عمل وكالات بجميع أنواعها ـ رفع دعاوى ـ عمل قسامات وتصديقها ـ طلب شكوى ـ كفالة ـ طلاق ـ نفقة ـ عمل بدل ضائع الوثائق ) وغيرها الكثير من المعاملات التي تختص في عمل القضاء .
يتخذون من مقتربات دخول مبنى القضاء أو بالقرب من دوائر الجنسية وجواز السفر ودوائر الضريبة والطاپو والمرور ، مكاناً لجلب أكثر عدد من المراجعين ، يجلسون على كرسي خلف طاولة صغير نضدت فوقها مجموعة من المطبوعات الجاهزة لتسهيل طلب المراجع ، فوقها مظلة مختلفة الألوان والأحجام تقيه وما تحتويه المنضدة من مطر الشتاء وشمس الصيف ، يستقبلونك بإبتسامة معهودة ونداء لطيف يشرح لك على عجل جاهزيته لتوفير طلبك بكل سهولة ،( تفضل أغاتي شنو عندك ) ، بعد أن تقرر التوقف على أي منهم ، يسألك بماهية الطلب ويعدده لك حتى يصل إلى مبتغاك ، عندها تشير له بالتوقف عند الطلب المقصود ، فيطلب شهادة الجنسية والجنسية لتدوين المعلومات ، ثم يطلب منك التوقيع عند اليسار من أسفل الورقة مثبت معها التاريخ والطابع ، ويستمع إلى شرح مبسط إذا كانت مشكلة ما وقعت على المشتكي كي يدونها لتسهيل قراءتها من قبل القاضي ، وفي حال إحتياج الطلب إلى صورة الشخص المقدم الطلب فعليه التوجه إلى المصور الشمسي الذي إتخذ مكاناً وسطاً بين العرضحالچية ، فيقوم المصور بطالب جلوسك على الكرسي المستند على الدنگه المثبت عليها خرقة من القماش الأسود ، وبعد تعديل جلوس الزبون ، يتراجع المصور ويقف خلف الكامرة ويشير لك بالنظر صوب الكامرة وبعد رفع غطاء العدسة يطلب منك الابتسام بعد عد الارقام الثلاث كي ينتهي من إلتقاط الصورة ، وبعد الإنتهاء من تجهيزها يقطع الصور ويضعها في كيس ورقي بعد دفع ثمنها .
بعض الأحيان تحدث مشاكل بين المتنازعين بالقرب من العرضحالچي ، وهذا ما يدعوه إلى التدخل لفض النزاع والطلب منهم بالذهاب إلى القاضي .
في المقهى الواقعة في ذات المكان يتجمع ( شهود الزور ) وهم معروفين للجميع ، وكل من يحتاج إلى شاهد فهو موجود في كل زمان وتحت الطلب وجاهز للشهادة ، وبعد أن يطلع على نوع القضية يتم الإتفاق على ثمن الشهادة ، فلكل مشكلة لها قيمتها ، ولابأس من تخفيف المبلغ للمعارف والأصدقاء ، أما الشاهد المطلع على تفاصيل القضية فهو ممن يصطحبه المشتكي ، والذي لا يقع ضمن طائلة شاهد الزور ، فهو معني بقول الحق ولا يتلقى الأموال من هذا أو ذاك ، إضافة إلى بعض المخاتير لتسهيل معاملات من يحتاج إلى شهادة مختار المحلة

إغلاق