رحيل قائد..وبقاء إرث..!
نور الجبوري ||
في حضرة الموت، يقف الكلام عاجزًا أمام هامةٍ عظيمة كالسيد حسن نصر الله. فكيف لرثاء أن يصف من كان يجسد في شخصه الشجاعة والإيمان، ومن كان قائدًا للمقاومة ورمزًا للأمة؟ رحل سيد المقاومة، لكنه لم يغادر قلوبنا وأذهاننا، تاركًا خلفه إرثًا لا يُمحى وتاريخًا لا ينسى.
قال عنه السيد الخامنئي , المجاهد الكبير , و رافع راية المقاومة في المنطقة , والعالم الديني الفاضل , والقائد السياسي المدبر , وسيد المقاومة العزيز والشخصية العظيمة وقائدا قلَ نظيره . اما السيد السيستاني فقال عنه العلامة حجة الإسلام والمسلمين , والشهيد الكبير و أنموذج قيادي قلَ نظيره .
عُرف السيد حسن نصر الله بقوته وثباته في أصعب الظروف، كان الرجل الذي لا يساوم على الحق ولا يخضع للباطل , واجه أعتى التحديات والضغوطات، لكنه بقي شامخًا كالجبال، رافعًا راية المقاومة بيد، وناصحًا أمته وقومه باليد الأخرى. كان بليغ الكلمة، سديد الرأي، قائدًا حكيمًا عرف كيف يوحد الصفوف في وجه أعداء الأمة.
إن رحيله ليس مجرد فقد لشخص، بل هو فقد لأمةٍ بأسرها كانت تستمد من شجاعته الأمل، ومن رؤيته الوضوح، ومن كلماته القوة. رحل القائد الذي وقف في وجه الطغيان والظلم، لكنه ترك وراءه شعبًا مؤمنًا بالقضية التي عاش لأجلها، وأبناءً مخلصين مستعدين للسير على نهجه.
السيد حسن نصر الله لم يكن مجرد قائد عسكري، بل كان قائدًا روحيًا وسياسيًا يجمع بين العلم والحكمة، وبين الرؤية الثاقبة والصبر العظيم. لقد استمد قوته من إيمانه بالله وقضيته العادلة، وكان دائمًا رمزًا للصمود والكرامة. في كل خطابٍ له، كان يبث روح الثبات والعزيمة، ويعزز الأمل في نفوس الملايين من المتابعين والمناصرين.
اليوم، ونحن نرثيك يا سيدنا، لا نرثي مجرد إنسان، بل نرثي جزءًا من كرامتنا، وصوتًا كان يرتفع باسم الحق والحرية في زمنٍ باتت فيه الأصوات تُخنق. لقد كنت منارة لكل من سار في درب المقاومة، وقائدًا لا يُنسى لكل من آمن بأن الحق سينتصر يومًا ما.
في غيابك، لن تكون الأرض هي نفسها، فقد رحلت بصمتك الثابتة وكلمتك الحاسمة. سيظل اسمك محفورًا في ذاكرة الأحرار، وسيظل طريقك مشعلًا لكل من سار على درب الحق. كنت قائدًا لا يُنسى، وقلبًا نابضًا بالأمل في وجه الظلم.
كنت الصوت الذي يرعب الأعداء ويطمئن القلوب، الرجل الذي لم يحنِ رأسه إلا لله. حَمَلت آمال أمة بأسرها، وكنت الدرع الذي وقف في وجه العواصف العاتية. كلماتك كانت سهامًا للعدو وبلسمًا للأصدقاء، وقوتك كانت في صمتك كما كانت في خطابك.
بغيابك، نفتقد حكمة قائدٍ قرأ التاريخ جيدًا، وفهم الواقع بعمق، واستشرف المستقبل بنور الإيمان. لقد كنت الحاضر في كل معركة، والمعلم في كل موقف.
اليوم، و بعد رحيلك نجد أنفسنا نفتقد ذلك الثبات الذي كنت تمثله لنا جميعًا ترك لنا رحيلك فراغًا لا يملؤه سوى ذكراك العطرة، وعزيمتك التي زرعتها في نفوسنا.
يا سيد شهداء المقاومة ، لقد رحلت بجسدك، لكن روحك باقية بيننا، باقية في كل قلبٍ ينبض بحب المقاومة، وفي كل عقلٍ يؤمن بأن النصر آتٍ مهما طال الزمن .
ستظل ذكراك خالدة، وسيرتك منارة تضيء طريق الأجيال القادمة… سنواصل الطريق الذي بدأته، ولن نتراجع عن العهد الذي قطعناه تحت رايتك.