آراء حرة
{ صناعة الخوف من اهم مبادئ الحرب النفسية في الحروب الحديثه}
١.تسعى جميع الدول ولاسيما التي تتبنى مشاريع استعماريه او توسعيه لتطوير عملها العسكريه من خلال تبني اساليب خبيثة في مدارس علم النفس حيث يتم دراسة وتحليل شخصيات قادة تلك الدول واشخاص وافراد مجتمعاتها لمعرفة نقاط القوة والضعف ونقاط التطرف والتشدد والتشنج العاطفي وكذلك النقاط الحرجة المنتجة للنزاعات والمشاكل داخل شخصية المجتمع وافراده ومن سوء حظ المجتمعات العربي والاسلاميه انها لم تحضى باهتمام لاعادة بناء وتأهيل افراد مجتمعها بطريقة علمية وانما أستخدمت اساليب قديمه وباليه لشحن تلك المجتمعات من خلال الاناشيد والاغاني والقصائد الحماسيه مع أسلوب الشحن السريع والذي لايصمد امام مناهج الاعلام النفسي الموجه من خلال شركات اعلاميه عالميه ساهمت بتهديم وتقويض تلك المجتمعات وهذا لايعني الاستلام بل يعني اعادة النظر في خططنا بشكل واقعي والابتعاد عن التجارب السابقه والفاشله والتي جعلت من اسرائيل تتمدد في هذا المجال ليس لتفوقها بل لعدم وجود ند وضد نوعي امامهم
٢.هنالك قاعدة عسكريه تسمى استثمار الفوز في فن وعلم الحرب وتبرز بالمستوى التعبوي في الحروب التي تعتمد استراتيجيات الحرب المباشره حسب نظرية گلاوزفتز وتبرز بشكل مؤثر في المستوى الاستراتيجي عند اعتماد استراتيجيات الحرب الغير مباشره حسب نظريات ليدل هارت البريطاني واندريه بوفر الفرنسي
وكذلك عند نظرية الاميرال جي سي وايلي ( التعاقبيه والتراكميه ) والتي تعتمد على الاذرع الطويله للبحريه والقوة الجويه ومنظومات الصواريخ بعيدة المدى والدقيقة
وخلاصة هذه النقطة انا نتائج الفوز الحقيقة هو حجم ونوع الخوف والقلق الذي تنتجه تلك الحروب في قلب قادة الدول والمنظمات التي تقف ضدهم وبالذات المجتمعات التي تعاني من الامراض النفسيه والاجتماعيه
بسبب السياسات الخاطئة بالتعامل في بنائهم وطنيا او عقائديا او حتى انسانيا
٣.تساهم المجتمعات المريضة والمعلوله بمساعدة الاعداء بتنفيذ خططهم من خلال الجهل وقلة الوعي وتقبل الاشاعات والدعايات وتداول الحكايات والقصص التي تزرع الخوف والاحباط بما يحقق اهم واخطر هدف للعدو وهو عزل القيادة عن المجتمع وهنالك عشرات الامثلة التي يمكن ان تفسر هذه الاطروحة لاسيما التي عاشها المجتمع الاسلامي بعد معركة احد وبعد صلح الحديبية وبعد حرب الامين والمأمون وبعد معركة بلاط الشهداء جنوب فرنسا وبعد معارك العثمانيون والبريطانيون ومعارك عام ١٩٤٨ في فلسطين ومعارك ١٩٥٦ ، ١٩٦٧ ببن الدول العربية وأسرائيل وكذلك معارك ١٩٩١ و٢٠٠٣ ببن العراق وقوات التحالف الدولي عقب الغزو العراقي للكويت
٤.وخلاصة هذه الحلقة ان على العراق دولة وحكومة وشعبا اعادة النظر ببناءه الوطني والنفسي والاجتماعي
ببرامج علمية وعمليه تعيد توحيد هذه المجتمعات تحت مسمى العراق الموحد الوطني بعيد عن التخندق القومي والديني والطائفي والقبلي والمناطقي وتأسيس ثقافة الوطن ومصالحه العليا ويمكن تحقيق ذلك ببساطة اذا ما صنعت الدولة العراقيه خطابا اعلاميا ونفسيا وطنيا يتم فيه مراعاة التجارب السابقه والحاليه وذلك في رأي الخطوة الاولى لاعادة العراق الى مستوى التحدي والمواجهة مع اسرائيل في القادم من الايام والاشهر
ومن الله التوفيق والنصر والتسديد
الفريق ق خ الركن الدكتور
عماد ياسين الزهيري